بحث شامل عن عادات و تقاليد مدينة الجلفة

 

بحث شامل عن عادات و تقاليد مدينة الجلفة

تعريف:

ظهرت ولاية الجلفة بمقتضى التقسيم الإداري عام 1974 للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ، وهي تضم 36 بلدية ، و 12 دائرة يزيد تعداد السكان للولاية عن 800000 نسمة – يهتم سكان الريف خاصة بتربية المواشي ، كما تنتشر الزوايا في مختلف نقاط التجمع السكاني بالولاية ( حوالي 12 زاوية ) أكثر من 1200 طالب – عرفت الجلفة بشخصياتها العلمية المعروفة ( الإمام الشيخ سي عطية رحمه الله الذي كان الأب الروحي لهذه الناحية وترك عدة مؤلفات كلها محفوظة ، الشيخ سي مصطفى فقيه و كان يشتغل بالإفتاء ، الشيخ سي عبد القادر بن إبراهيم المسعدي و غير هؤلاء ) )

الموقع:

تقع الجلفة في سفح الأطلس الصحراوي و بمفترق الطرق من الشمال إلى الجنوب ، و من الشرق إلى الغرب ، تتمركز الجلفة بين أخضان السهوب الوسطى عند إلتحام الصحراء بالهضاب العليا ، هناك حيث ضربت الشمس موعدا لها مع الفضاءات الفسيحة .

بالمدينة يتمتع الزائر بمتحفها النادر ، و مسجدها الفاخر ، ( ذو الطراز المغاربي ) و أروقتها التجارية و مركزها الثقافي ، و الواقعة كلها بمساحة بهية .

الفترة ( القبتاريخية ) خلدت في جبين الأطلس تراثا معتبرا ، حوالي ألف نقش صخري من العصور الحجرية و خاصة ( عصر الحجر المصقول ) بعضه مصنف كمعلم تاريخي ، العاشقان الخجولان بـ ( عين الناقة ) الغزالة المفترسة بـ ( زكار ) ، الغزالة نمط ( تازينا ) بـ : ( صفية بورنان ) ، نجد أيضا : قبور ( التيميلوس ) .

سجل الرومان عبورهم بترك مركز متقدم في 198 تحت حكم سبتيم سيفير بقرية دمد ( بلدية مسعد ) .

الحرف التقليدية : متواجدة حتى الآن ، و صناعة الأحذية ، مشتقات الحلفاء ، الفضة و النسيج .

البرنوس والقشابيـــــة :

تضم ولاية الجلفة الكثير من الحرف والصناعات التقليدية تختلف باختلاف المناطق المترامية في أطراف الولاية . من بين أهم الحرف اليدوية صناعة النسيج ،هذه الحرفة التي تعتبر لدى الكثير من الأسر الجلفاوية مصدر رزق ، نظرا للكمية المعتبرة لمنتوج مادة الصوف كون المنطقة ذات طابع رعوي .

وتتنوع المنتجات النسيجية اليدوية في الولاية بين الزريبة بمختلف أحجامهــا والقشابية والبرنوس (من الصوف أو من الوبر) والحائك والفليج (المركب الأساسي للخيمة) وغير ذلك من الأفرشة واللباس التقليدي المحلي .

وتجدر الإشارة إلى التميز الذي تنفرد به المنطقة من حيث جودة المنتوج خاصة في مجال البرنوس الوبري الذي بلغ حد الشهرة العالمية (برنوس مسعــــد) والذي يعد مفخرة لرجال المنطقة ورمزا للتباهي والزينة لدى الرجال وهو من أثمن الهدايا التي تحمل معاني الكرم والجود الذي تمتاز به المنطقة.

ومن أهم العادات في الولاية نذكر منها:

تعتبر رياضة سباق الخيل بالجلفة ، الرياضة الأكثر أصالة بالمنطقة، و يعتبر السباق الذي يقام بميدان سباق الخيل بالمدينة السباق الأكثر أهمية بالجزائر، حيث جودة المتسابقين و السلالة العربية الأصيلة للخيل. في كتاب ( خيول الصحراء ) للجنرال الفرنسي ” أوجان دوما ” و ردا على سؤال أجود الخيول، أجاب الأمير عبد القادر الجزائري: خيول أولاد نائل، و أضاف (لأنهم لا يتخذونها لشيء غير القتال).

الأكلات الشعبية في ولاية الجلفة :

كل منطقة تعرف و تتميّز بأكلاتها الشعبية الشائعة المتداولة كثيراً وأشربتها ، وهنا في الجلفة و ما جاورها توجد أكلات شعبية كثيرة و أشربة وأجودها وأكثرها انتشارا هو :

الطعام ( الكسكس) : و هو معروف ، إلا أن طريقة تحضيره جيدة جداً ، تجعله محبوبا كثيراً ، ومتداولاً يقدم للضيف العادي في قصعة خشبية محاطاً بعظام ، من اللحم (( قطع لحمية كبيرة تسمى ( العظام ) تتوسطها الحوته )) لتقسّم بين الآكلين المقدّرين بعشرة حول كل قصعة .

المطلوع : وهـو خـبز من القمح أو الدقيـق ، يحـضّر جيداً وينـضج عـلى نار الحطب ليكـون أجـود .

الفطير : و يسمى فطيراً ، معاكسة للمطلوع ، ومضادة له ، لأن الأول يحضّر بالخميرة أو يُخمّر ، و الثاني يحضّر و ينضج حينا ومنه نوع يدهن بزبدة أو سمن أو توابل توضع وسطه أو يكون على شكل طبقات يتوسطها ما دهنت به .

الكعبوش : و هي كويرات تصنع من نخالة الدقيق يضاف إليها التمر و السمن وهي زاد المسافرين لإمتداد صلاحيتها مدة طويلة .

بوصلوع : أكلة شعبية من خبز الفطير المفتت و التمر و السمن .

بوكعواله : و هو شبيه في تحضيره أو إعداده ببوصلوع ولكنه ناشف عنه وحار الطعم .

لفتات : و هو خبز الفطير المفتت الممزوج بالسمن فقط .

الشخشوخه : و هي خبز الفطير الممزوج بالسمن مع ترقيق خبز الفطير جداً ، وتقطيعه قطعاً صغيرة .

ارفيس : و هو شبيه ببوكعوالة في تحضيره ، ذو فتات أرق منه .

لجناب : و هو قطع من اللحم ، وعادة ما تكون ضلوعاً ، تحضّر بسرعة على نار ليّنة لتقدم للضيف ، ويسبق عادة المصوّر .

الملفوف : و هي قطع من الكبد تُلف بقطع من الشحم و تحمل على أعواد من الحطب بسرعة لتقدّم للضيف مع لجناب ، قبل المصور مثل سابقها ، وتُقرن عادة به ،و هما دليلان على وجود المصوّر ضمن الوجبة المقدّمة .

الخليع : و هو اللحم الـمجفـف ( القديد ) يجفف ليحمل زادا للمسافر ، أو ليحتفظ به مدة طويلة .

المسفوف : طعام بلا مرق ، يسقى بالسمن و العسل .

لكليله : و هو حليب مجفف على شكل حبّات متفاوته تُمصُّ فقط .

اللبا : و هو مستخلص حليب الشاة أو العنزة ، التي ولدت حديثاً ، يحضّر يوم ولادتها وهو شبيه بالجبن و لكنه طري ، يطبخ على نار هادئة .

الجبن : و هو شبيه باللبا و يحضّر بطريقة اللبا ، ولكنه بعد الطبخ يُعصر عصراً جيداً ليسقط ماؤه ثم يجفف و يجعل في آنية أو في أطباق ويقدّم للضيف ،وقد يُلف وسط أوراق الدقفت وهو نبتة زكية ذات رائحة طيّبة .

اللبن : و هو مستخلص حليب الشاة أو العنزة المخثر ( المحمّض ) .

الحليب : و هو حليب الشاة أو العنزة غير المحمض المقدّم في حينه خالصا غير مشوب بشيء .

المختومة : خبز ( فطير ، بلا خميرة ) محشو بتوابل تزيد طعمه لذة .

المردود : وجبة معروفة تحضر على شكل حبات أكبر من حبات الكسكس تطبخ في الماء يضاف إليها توابل و إذا أضيف الحمص أو الفول و الكليلة كانت أجود .

ادشيشه : و تصنع من نخالة القمح أو الدقيق ، وتطبخ في الماء بإضافة بعض التوابل إليها ويضاف إليها الفلفل و الثوم .

ادشيشة الفريك : و هي الأكلة الرسمية في شهر رمضان ، وتصنع من القمح النصف ناضج الذي يطحن بعد حرقه ( تفريكه ) و تحضّر به المرقة تحضيراً عادياً .

المرمز : وهو حبات الشعير النصف ناضجة والمجففة ، والتي تطحن لتتخذ منها أكلة تسمى( ادشيشة المرمز ) .

المصوّر : و نختمها بسيّد هذه الأنواع كلها ، و الذي يُقدّم لكل عزيز ، وهو لمصّور ، وهو عبارة عن خروف مشوي مـحشي بتوابل محمّر على نار طبيعية هادئة ، و عادة ما يقدّم معه الخبز وأنواع من المرق و البصل ، ليختم بالمسفوف ، وهو طعام ناشف بلا مرق ( بالدّهان و العسل ) .




إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال